recent
اخر المواضيع

قصة مفتش يفر هاربا من قسم استاذه

 يروي الاستاذ بلكحل قصة صديقه المفتش الذي فر هاربا من قسم استاذه فقال.

قصة مفتش يفر هاربا من قسم استاذه


هاتفني اليوم أحد أصدقائي المفتشين. وأخبرني عن طرفة وقعت وهذا اليوم قال كنت قد برمجت زيارة أستاذ كان قد درسني من ذي  قبل. ثم أردف قائلا: اصدقك القول يا عبد الحميد منذ أن برمجت زيارة أستاذي. صعب علي أمر. لكن هذا اليوم تحاملت وتشجعت وإلى مؤسسته توجهت. يقول دخلت المؤسسة. سألت عن إسمي فأرشدوني إليه. حينها أحسست بإحساس غريب كليا لأول مرة. إحساس خوف ممزوج بالإحترام و الود، لكن أحسست بقشعريرة تسري في جسدي. وخوفي يعتريني. ورعشة في بعض أنحاء جسدي. لكنني تشجعت، وإلى قسمه تقدمت، فرأيتني كلما تقدمت من قسمه تثاقلت خطاي رغما عني. فلما لمحت أستاذي ما خلف النافذة تصمرت مكاني وما استطعت التقدم. حنها استدرت مسرعا وخرجت من المؤسسة مهرولة، دخلت المؤسسة واهلا، وخرجت منها مهرولا، حتى أن مدير المؤسسة ناداني من بعيد، يا سيادة المفتش مالك ؟ لكنني ما استدرت، وإليه ما التفت وخرجت من المؤسسة  وما استطعت زيارة أستاذي. فقلت له هي ردة فعل طبيعية. هذا إحساسا ينم عن بعك الأصيل، إحساسا يدل على أنك لا زلت تحمل في قلبك كما هائلا من الاحترام ومن الحب والود أستاذك، تؤجر عليه هذا الإحساس إن شاء الله. ثم سألني، لو كنت في مكاني يا عبد الحميد ماذا كنت فاعلا؟ فأجبته: ربما كنت سأكون أشجع منك قليلا. كنت سأزور استاذي، لكن قبل أن أدخل قسمه، سأتلوا كل آياتي التوفيق والثبات وسأدعو بكل أدعية التوفيق، رب افتحلي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي، ربي يسر ولا تعسر،انك أنت المعين. ولا أدخل قسمه لا كمفتش ولا كمكون مكونا ولا كمرافق أبدا، إنما أدخل قسمه كتلميذ راج من أستاذه كل دعاء خير. أدق باب قسمه  دقا الخفيفة وكأني أدق باب والدي واستأذنه بالدخول، فإن أذن لي اتوجه مباشرة إلى يديه وقبلهما ثم أنحني على رأسه وأقبل رأسه الشريفة. أمسك يده واستدير إلى تلاميذه قائلا:  هذا واستاذي، هذا شيخي، هذا درسني، هذا تتلمذت على يديه يوما ما، هذا من له الفضل بعد المولى عز وجل علي. وأذكر أمام تلاميذه  كل خصاله الحميدة. ولا أظنني أستطيع أن أجلس  في قسم أستاذي أبدا. إن كانت الزيارة مهمة أملأ أوراقي إدارية على عجل أن أرفع عيني في وجهه، ودون أن أنطق أمامه لا عن البرنامج ولا عن المنهاج ولا عن التعليم، بل أطلب منه الدعاء، وأخرج من القسم بكل احترام. قد تعجب بعضكم، فأقول نعم، سادتي، والله ما تطورت الأمم الا باحترامها للأستاذ.

  واستحضر مثلا يابانيا يقول: "إذا لقيت أستاذك. فابتعد عنه 7 أقدام على الأقل، حتى لا

 تطأ ظله خطأ".

 ويقول حكيم: "الويل لأمة همشت الأستاذ، و الويل ان كانت في حقه الانتهاك، والويل

 من صدى عن الأستاذ متكبرة، فالجهل تابعه ومحياه أشوك".

 وقال آخر: "من علمني حرفا صرت له عبدا، ان شاء أمسك وان شاء باع".


----------------------------------------
يمكنك قراءة قصص تربوية اخرى غلى موقعنا من خلال الروابط اسفله:

السيرة النبوية، في حياته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة


google-playkhamsatmostaqltradent