بيداغوجية الخطأ، مفهومها ومبادئها
تعريف بيداغوجيا الخطأ:
الخطأ لغة: الابتعاد عن الصواب، وفي البيداغوجيا أو الخطأ البيداغوجي هو ” قصور لدى المتعلم في فهم او استيعاب التعليمات المعطاة له من لدن المدرسين، ينتج عنه اعطاء معرفة لا تنسجم مع معايير القبول المرتقبة ”.
وحسب ادغار موران ( فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي )، لا عيب في ارتكاب الخطأ، وانما الخطأ في عدم تقدير الخطأ، لان فهم الخطأ ومعرفة مصدره يوجهنا لا محالة الى ادراك نواقص المعرفة وبتصحيحها تتشكل المعرفة الكاملة.
والحقيقة في حقل المعرفة ليست أبدية وانما حقائق الحاضر هي اخطاء المستقبل، وكلما تطورت وسائل المعرفة كلما ظهرت حقائق معرفية جديدة تصحح اخطاء المعرفة التقليدية.
ومن البديهي أن المتعلم أثناء تحصيله الاولي للمعرفة سيرتكب اخطاء تخص فهمه وادراكه للمواد المدروسة، وهي اخطاء حتمية لابد منها، لذلك يرى الفيلسوف الفرنسي جان بياجيه أن ” الخطأ شرط التعلم ” وهو دليل على ان الطالب يجتهد في بلوغ المعرفة ومحاولاته الدائمة في معرفة المزيد.
وبالتالي فالخطأ ضرورة ابستمولوجيا، وعلينا كرواد المعرفة تقدير الخطأ واعطاءه أهمية كبيرة أثناء تقديم المعرفة.
متى يصير الخطأ منهج واستراتيجية للتعلم؟
- رصد الخطأ المرتكب من طرف المتعلم واكتشافه بدقة.
- عدم تحسيس المتعلم بالذنب جراء ارتكابه للخطأ، مع اشعاره بأنه قد ارتكب خطأ معين ولا بأس في ذلك لأنه بداية التعلم.
- تصنيف نوعية الخطأ المرتكب.
- الانطلاق من الخطأ للعبور بالمتعلم الى المعرفة الحقة.
- محاولة جعل المتعلم يساهم في تحديد أماكن الخطأ.
- وضع فرضيات لأجل تصحيح الخطأ ، يكون المتعلم قد شارك في وضعها .
- تقويم تلك الفرضيات والخروج من الخطأ الى الصواب.
أنواع الخطأ البيداغوجي:
- أخطاء مرتبطة بالمتعلم: يكون مرتكبها شخص واحد ضمن جماعة القسم .
- أخطاء مرتبطة بجماعة القسم: يكون مرتكبها أكثر من شخص داخل الفصل الدراسي .
- أخطاء مرتبطة بالوضعية الديداكتيكية بسبب صعوبتها أو عدم امتلاك المتعلم الاليات والوسائل المعرفية لحل وفهم مضامينها.