البيداغوجية الفارقية
البيداغوجيا الفارقية (Pédagogie differentielle):
ظهرت البيداغوجيا الفارقية في بداية السبعينيات، ويعد لويس لو غراند Louis I.egrand من روادها الأوائل سنة 1973. وخلال الثمانينيات، تطورت وأصبحت تشكل فكرا تركيبيا يقوم على الانفتاح وقبول الآخر وعدم الإقصاء. ذلك أن كل متعلم يتلقى الدرس بطريقته الخاصة وبحسب استجابته لحاجياته ومتطلباته واهتماماته، فها هي إذن هذه البيداغوجيا؟
- يعرف معجم التربية البيداغوجيا الفارقية أو بيداغوجيا الفروق بأنها إجراءات و عمليات تهدف إلى جعل التعليم متكيفا مع الفروق الفردية بين المتعلمين قصد جعلهم يتحكمون في الأهداف المتوخاة. ويعرفها معجم المفاهيم المفاتيح للبيداغوجيا بأنها بيداغوجيا مستوحاة من بيداغوجيا التحكم Pédagogie de maitrise التي ظهرت في الولايات المتحدة على يد كارول Carrol
إنها بيداغوجيا تنطلق من الفوارق بين المتعلمين في صياغة الأهداف والكفايات، وأثناء التعليم والتعلم، إنها بيداغوجيا مفتوحة ونشيطة وقائمة على التفريد واعتبار خصوصيات المتعلم. وقد استفادت، شأنها في ذلك شأن بيداغوجيا الكفايات، من النظريات
الجديدة، كنظرية الذكاءات المتعددة لصاحبها هاوارد کاردنر Haward Gardner، ونظرية الجيلوتيب والفينوتيب Genotype/Phenotype، أي الوراثي المتجلي وما هو غير متجل، ناهيك عن المبتا-معرفة .
إن البيداغوجيا الفارقية بيداغوجيا السيرورات، تشغل إطارا مرنا تكون فيه التعلمات واضحة ومتنوعة، لكي يتعلم التلاميذ وفق مساراتهم وطرقهم الخاصة في امتلاك المعرفة ومعرفة
الفصل ... إنها بيداغوجيا تفريدية، وتجديدية،
-تفريق التعليم: التفريق هو مجموعة من الإجراءات والتدابير الديداكتيكية التي تهدف إلى تكييف " الصيرورة تعليم تعلم" مع الفوارق الرئيسة البينفردية والداخل-فردية بين التلاميذ. وذلك للوصول إلى الحد الأقصى في تحقيق الأهداف الديداكتيكية.
-التفريق المؤسساتي: ويسمى بالتفريق بين المدرسين، ويمني تنظيم النظام المدرسي في شكل مدارس من مستويات وأنواع مختلفة.
-التفريق الداخلي: يعني أن نعطي كل متعلم التعليم الذي يناسبه على مستوى القسم الواحد. وفي هذا الإطار، ينبغي الانتباه إلى أن التفريق الداخلي لا يعني تكييف جميع الأهداف مع الفوارق بين المتعلمين، بقدر ما يعني العمل على تحقيق الأهداف الأساسية والكفايات الأصلية مع جميع المتعلمين، ثم تحقيق الأهداف المختلفة بطريقة بيداغوجية فارقية يراعي فيها المدرس الفوارق بين المتعلمين، وفيها يرجع إلى تقييم نواتج التعلم، ينبغي تطبيق التقويم المحكي بالنسبة إلى الأهداف الأساسية، وتطبيق التقويم المعياري بالنسبة إلى الأهداف المفردنة.
-التفريق الخارجي: ويعني خلق فرق ومجموعات بين التلاميذ والمدرسين، أو بينقسمين اثنين.
شروط التعلم:
• الشروط الداخلية: تتضمن إمكانات الانطلاق ( استعدادات فكرية ومستوى النمو) وتحفيز التلاميذ، وتستتبع كل ما يجب على الفرد أن يمتلكه من المعارف لكي يكون قادرا على تحقيق الأهداف المحددة ،
• الشروط الخارجية: تتمثل في المتغيرات التي تشمل وضعية التعلم وتحدد شكل التكوين والمحتوى. ويرى غانيي أن هناك تفاعلا إيجابيا بين الشروط الداخلية والخارجية، إذ أن المتغيرات الخارجية لا تحدث أي تأثير إذا كان مستوى الانطلاق لدى التلميذ ضعيفا أو إذا
كان التلميذ غير محفز. أيضا عندما تكون الشروط الداخلية متوافرة، فإنه لابد من تحفيز خارجي لتحقيق التعليم.