الديداكتيك والمفاهيم المجاورة
تستدعي العملية التعليمية التعلمية الإحاطة بخصوصيات هذه العملية، وما يحيط بها من علوم التربية و البيداغوجية و الديداكتيك، ولعل هذا الأخير يكتسي أهمية بالغة اذا اعتبرنا انه مرتبط بالجانب التطبيقي من العملية التعليمة و بالتالي يمكن القول بان الديداكتيك يشكل ضرورة ملحة بالنسبة لعملية التدريس.
- اذن فما هي المفاهيم المجاورة لديداكتيك؟
- و ما هي اقطاب المثلث الديداكتيكي ؟
المفاهيم المجاورة لديداكتيك :
- الديداكتيك العام و الديداكتيك الخاص:
الديداكتيك او علم التدريس هو الدراسة العلمية للمحتويات وطرق التدريس و تقنياته، وكذا نشاط كل من المدرس و المتعلم وتفاعلهم قصد بلوغ الأهداف المسطرة مؤسسيا. ينقسم الديداكتيك الى نوعين :
- الديداكتيك العام و الديداكتيك الخاص.
الديداكتيك العام: هو منهج يشمل مواد متعددة و يحيل الى الفلسفة العامة او قواعد النقل الديداكتيكي و اسسه بصفة عامة.
الديداكتيك الخاص: او ديداكتيك المواد، ويهتم بما يخص تدريس مادة من مواد التكوين او الدراسة من حيث الطرائق و الوسائل و الأساليب الخاصة بها.
تحتوي العملية التربوية على الكثير من المصطلحات الخاصة بها كمصطلح التعليم و التعلم و التدريس، فالكثير من الباحثين يستخدمون هذه المصطلحات في مواضع ليست في مكانها الصحيح، بل يحدث اختلاط في التفريق بينهما، ولهذا سنقوم بتوضيح الفرق بين التعليم و التعلم و التدريس.
التعليم: هو عملية مقصودة يقوم بها المدرس لجعل المتعلم يكتسب مجموعة من المعارف والقيم والمهارات، اذن فما يميز التعليم هو عملية يمكن ملاحظتها، وكونه مقصود أي له هدف محدد يتمثل في احداث تعلم او تغيير في سلوك المتعلم ويكون داخل القسم ووقته محدد.
التعلم: هو اكتساب المتعلم مجموعة من المعارف و المهارات و القيم من خلال الممارسة و التدرج و يكون داخل القسم او خارجه و يكون أيضا غير مقصود و عفوي
التدريس: هو عملية مخطط لها و مقصودة يقوم بها المدرس داخل الحجرة الدراسية او خارجها بقصد مساعدة المتعلمين على تحقيق اهداف تربوية محددة.
التربية: هي مجموعة من القيم الأخلاقية المستمدة من القواعد الدينية و العادات الاجتماعية التي تساهم في توجيه سلوك الافراد داخل مجتمعهم و هو النشاط او الفعل الذي يمارسه المربي على المتربي.
البيداغوجيا: هي الظروف و الشروط و الإمكانيات و الوسائل و كل ما من شانه ان يجعل المتعلمون يتخرطون في الأنشطة التعليمية. ومن ابرز البيداغوجيات نجد: بيداغوجية الأهداف، الكفايات، المشروع، المضامين، الفارقية، الخطأ.
أقطاب المثلث الديداكتيكي:
المثلث الديداكتيكي:
المثلث الديداكتيكي هو ذلك المثلث الذي يعبر عن الوضعية التعليمية باعتبارها نسقا يجمع بين ثلاثة أقطاب غير متكافئة هي :تلميذ، مدرس، معرفة .وما يحدث من تفاعلات بين كل قطب من هذه الأقطاب في علاقته بالقطبين الآخرين. تهتم الديداكتيك بدراسة وتحليل القضايا والظواهر التي تفرزها هذه التفاعلات.
-العلاقة :تلميذ -معرفة (البعد السيكولوجي:
يهتم هذا المحور بآليات اكتساب التلميذ للمعرفة ، وما قد يحول دون هذا الاكتساب من عوائق وصعوبات (كيف يبني التلميذ تعلماته؟ يعيد استعمالها؟ يوظفها؟).
مجال البحث على مستوى هذا المحور يهتم أيضا بتمثلات المتعلمين عن مختلف المعارف وما ينتج عنها من صراع معرفي/عقلي لحظة بناء تعلمات جديدة ...
- العلاقة: مدرس - معرفة (البعد الابستمولوجي):
يعتبر هذا المحور هو المجال المفضل للبحث الديداكتيكي، إذ يتم الاهتمام على هذا المستوى بالمعرفة التي ينبغي تدريسها: مفاهيمها، مواضيعها، مرجعيتها، تنظيم عملية تدريسها ... بعبارة أشمل كيفية إعادة بناء المعرفة العالمة وتقديمها في شكل مناهج وبرامج (معرفة مدرسية قابلة للتدريس)، مما أسهم في إنتاج جهاز مفاهيمي من قبيل النقل الديداكتيكي.
- العلاقة - مدرس - متعلم ( البعد البيداغوجي).