احذر من صناعة المعاق في بيتك !!
مشهد يتكرر في كل بيت ....
شاب أو شابة في مقتبل العمر وأوفر الصحة يعيش في بيت ذويه. يستيقظ صباحاً ويترك فراشه دون ترتيب..فالأم ستتولى ذلك. ويستبدل ملابسه ويتركها للغسيل متناثرة في أي زاوية أو ركن.. فالأم ستتولى جمعها وغسلها وكويها وإعادتها للغرفة.
يقدم له الطعام جاهزاً ليتناوله قبل ذلك أو بعده لايتعب نفسه بغسل كوب أو صحن.. فالأم ستتولى كل ما يترتب على هذا. يذهب لمدرسته أو جامعته ويعود لينام أو يسهر على سنابشات أو تويتر أو انستجرام أو مشاهدة حلقات متتابعة من مسلسل جديد يتخلل ذلك وجبات تقدم له جاهزة وكل ما عليه هو أن “يأخذ بريك” ويمد يده ليأكل، جزاه الله خيرا على ذلك، ويعاود الجهاد أمام شاشة هاتفه أو الآيباد أو اللابتوب. وأحياناً في أوقات فراغه قد يتكرم بالجلوس مع بقية أفراد أسرته لكنه حاشا أن ينسى أن يتصفح شاشة هاتفه ليظل حاضراً وقريباً من أصحابه الذين يقضي معهم جُلّ أوقاته حتى لا يفوته لا سمح الله تعليق أو صورة أو فضول فيما يفعله الآخرون. صاحبنا هذا لا يساهم ولا يشارك في أي مسؤولية في البيت ولو بالشيء القليل.
يترك المكان في فوضى ويزعل إن لم يعجبه العشاء وإن رأى في البيت ما يستوجب التصليح أو التبديل يمر مر السحاب. طبعاً التصليحات مسؤولية والده أليس كذلك، والتنظيف والترتيب مسؤولية أمه فقط..
انتهى المشهد.
تفكرت فيما أراه حولي وتوصلت لنتيجة واحدة: أظن أننا نجحنا في خلق جيل معوق
نعم جيل معاق وبتفوق.
لدينا الآن جيل معظمه يتصرف وكأنه ضيف في منزله. لا يساعد ولا يساهم ولا يتحمل أية مسؤولية حوله من سن المدرسة إلى الجامعة وحتى بعد حصوله على الوظيفة.
هو وهي يعيشان في بيت والديهما كضيوف. ولايعرفان من المسؤولية غير المصروف الشخصي ورخصة قيادة السيارة. ويبقى الأب والأم تحت وطأة المسؤوليات في البيت حتى مع تقدم العمر وضعف الجسد. فالوالدان(لا يريدان أن يتعبوا الأولاد).
تقدير وتحمل المسؤولية تربية تزرعها أنت في أولادك “لا تخلق فيهم فجأةً “ولا حتى بعد الزواج لأنهم بعد الزواج سيحملون الثقافة التي اكتسبوها من بيوت أهليهم إلى بيت الزوجية وأي ثقافة تلك ثقافة الإعاقة والاتكالية. وبالتالي جيل لا يُعتمد عليه أبدا في بناء بيت أو أسرة أو تحمّل مسؤولية زوجة وأسرة.
أعجبتني الملكة رانيا “ملكة الأردن ” عندما سألتها Oprah Winfrey “ إحدى أشهر مذيعات التوك شو فى العالم ”:
– كيف تربي أطفالك وهم أمراء ؟!
فكان الرد صادماً ..
قالت :
– الخدم ممنوع أن يدخلوا غرف أولادي أو يرتبوها أو يغسلوا أطباقهم.
– و ممنوع أن يطلبوا من الخدم كوب ماء أو عصير.
فيجب أن يجلبوه بأنفسهم.
– هم يرتبون غرفهم و ألعابهم ويغسلون أطباقهم و يحضروا لأنفسهم الماء و العصائر
– كذلك يمنع الألعاب أو الهدايا إلا بالعيدين فقط و أعياد ميلادهم.
– حتى نجاحهم بالمدرسة غرست فيهم أنه لأنفسهم فقط و أن دراستهم شأن يخصهم
و كذلك الولد مصيبة أن يتربى معتمداً على الزوجة أو الأم أو الأخوات !
.................................................................................
نصيحتى إليك لا تعمل لطفلك شئ هو قادر على إنجازه بنفسه، لأنك بذلك تعلمه الإتكالية بدلاً من الإعتماد على النفس، وتصنع بذلك طفلا معاقا نفسياً وفكرياً.
كفانا تصدير للمجتمع أشخاص تعتمد على أم أو زوجة أو أخت أو خادمة فالعمل و خدمة الذات ليس عيباً، العيب هو الإتكالية و عدم الإعتماد على النفس يا أيها الاباء والامهات.
#التربية_الذكية #تربية_الاطفال #كيفية_تربية_الاطفال