وسيلة النقل الوحيدة التي كان وما زال لها الفضل الكبير على سكان شمال المغرب خصوصا سكان البوادي والقرى التي تعرف بوعورة تضاريسها وصعوبة مساليكها وطرقها.
فهذه الناقلة فكت العزلة عن آلاف الدواوير بمجموعة من مناطق العالم القروي. إنها محبوبة الجماهير في جل مناطق الأرياف والبوادي بالمغرب العميق تتسلق الجبال وتنزل في طرق شديدة الانحدار
أنها الماكينة الألمانية المتقنة الصنع وكانا المهندسين الألمان في مجال صناعة السيارات كانو يعلمون أن هذه الماكينة تتناسب مع خصائص هذه المناطق الوعرة.
اذا دعونا نتعرف على ما قدمته وما تقدمه هذه السيارة القوية والمتينة لأهل القرى والبوادي بمناطق المغرب العميق.
السيارة المعروفة باسم 207 علاقتها بسكان الارياف والجبال كعلاقة الطفل بثدي أمه، تحملهم وتحمل اثقالهم وأمتعتهم بشتى أنواعها وأشكالها و أوزانها .... وفي مختلف الفصول، خصوصا في فصل الشتاء التي تعرف فيها مناطق الأرياف صعوبة في التنقل عبر طرقها المليئة بالاوحال، فتجد اهل القرى الاوفياء و المقاومون لظروف الحياة الصعبة حصنا أمام العروسة الألمانية، فيجرونها جرا بالحبال من الإمام و الدفع من الخلف ليستمر السير الى الوجهات المحددة.
فهذه السيارة بمثابة سيارة الاسعاف فهي من تنقل المرضى والحوامل من هذه المناطق النائية الى المستشفيات، وتتحول إلى قاعة الولادة إذ لم تصل في الوقت المطلوب الى المستشفى بحكم البعد.
المقاومة الألمانية هي من تنقل التلاميذ يوميا الى المدارس و الاعداديات و الثانويات المجاورة للدواوير والقرى التي يسكنها هؤلاء التلاميذ تأخذهم صباحا وتعود بهم مساء بحيث تجدهم بداخلها وعلى سطحها وآخرون معلقون خلفها وتارة بجانبها. المهم هو الوصول إلى الوجهات المطلوبة رغم كل المخاطر والصعوبات والتحديات فهم يطبقون مقولة الضرورات تبيح المحضورات
على متنها يتم نقل العرسان و عائلاتهم الصغيرة و الكبيرة و الاحتفال داخلها للعدد الكبير الذي قد يركبون على متنها
فهي المساند الرسمي للدوريات لكرة القدم التي تنظم في بعض الملاعب و التي يشارك فيها عدد من الدواوير حيث تنقل الفرق بالإضافة إلى الجمهور في آن واويتم الاحتفال على متنها اذا فاز فريق بأحد هذه الدوريات ويتجولون بين الدواوير يريدون شعارات الفوز رفقة جماهيرها المشجعة
تجدها حاضرة بكثرة في الأسواق الأسبوعية لنقل البدويين الى وجهاتهم و دواويرهم البعيدة ونقل كل الأمتعة التي تم شرائها من السوق.
فهي تعوض البغال الحمير التي كان يعمدون إليها قبل مجيئها.
كما يستعملها تجار الأبقار و الأغنام لنقل ماشيتهم بين الأسواق و القرى لكسب قوت يومهم بالإضافة إلى تجار الخضر والفواكه و الملابس والبضائع بمختلف أشكالها و أنواعها.
الماكينة الألمانية 207 يسخرها الكثير كوسيلة نقل بين القرى والمدن فتجدها تنقل الأشخاص والأمتعة من القرى الى بعض المدن كطنجة والدار البيضاء حيث تنقل الناس من دواويرهم الى الوجهات المقصودة دون عناء التنقل بين المحطات
ميرسديس 207 هي من تنقل كل اثقال البدويين من تبن وقمح وزيتون وزيت وتين واسمنت و رمل إنها وسيلة النقل المعروف بصلابتها وقدرة تحملها ومقاومتها بطبيعة التضاريس في الأرياف و التي لا يمكن الاستغناء عنها من طرف البدو هناك