recent
اخر المواضيع

فرائض وسنن الصلاة

 فرائض وسنن الصلاة

عَقْد النية

هي من أركان الصلاة، وقيل من شروطها، والدليل على فرضيّتها، لقوله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، وقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)، ومحلّها في القلب، ولايُشترط التلفّظ بها.

تكبيرة الإحرام

هي ركنٌ من أركان الصلاة عند الجُمهور، ويرى الحنفيّة أنّها شرط، وهي قول المُصلّي: (الله أكبر)، والدليل على فرضيّتها فِعْل النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهو قول أبي حميد الساعدي-رضي الله عنه-: (أنا أَعلمُكُم بصلاةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا قامَ في الصَّلاةِ اعتدلَ قائمًا، ورفعَ يديهِ حتَّى يحاذيَ بِهما منْكِبيهِ، ثمَّ قالَ اللَّهُ أَكبرُ).

القيام مع القُدرة على القيام 

اتّفق الفُقهاء على أنَّ القيام مع القُدرة في صلاة الفرض في جميع رَكعاتِها من فُروض الصلاة، ويَسقط هذا الفرض عن المريض العاجز عن القيام، ويُصلّي على الحالة التي يستطيع بها الصلاة، وأمّا في غير الفريضة، فإنّه يجوز للمسلم الصلاةُ قاعداً ولو كان مُستطيعاً، ويرى الحنفية استثناء صلاة الوتر، والصلاة المنذورة، وركعتي الفجر من الصلاة جالساً، ويكون القيام في جميع الأفعال التي يجب فيها القيام؛ كالقراءة، ويرى الحنفيّة أنَّ القيام المفروض يكون فقط بِقدر ما يَسَعُ القراءة المفروضة، كقراءة ِآيةٍ طويلة، أو ثلاث آياتٍ قصيرة، وأمّا المالكيّة فيَرون أنَّ القيام في الفرض يكونُ في تكبيرة الإحرام، والفاتحة، والنُزول للرِكوع.

قِراءة سورة الفاتِحة

 اتّفق جُمهور الفُقهاء على قِراءة الفاتِحة في جميع الركعات وأنّها من فُروض الصلاة، بحيث تَبطُل الصلاة لو تركها المُصلّي عامداً في أيّ ركعة، سواءً كانت في صلاة الفرض أو السُّنة، أمّا لو نَسيها فيأتي بركعةٍ بدل الرّكعة التي نسيَ بها قِراءة الفاتِحة، ويرى الحنفيّة أنَّ قراءة الفاتِحة من واجبات الصلاة.

الرُكوع

 هو من الفرائض المُجْمع عليها، لقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)، ويتحقّق الرُّكوع بِمُجرد الانحناء، ووصول اليدين إلى الرُّكبتين، مع الطمأنينة فيه؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا).

الرفع مِنَ الرُكوع

 الرفع من الركوع والاعتدال قائِماَ، مع الطّمأنينة: لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ اسْتَوَى حتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مَكَانَهُ)؛ والفقار هي عظام الظهر.

 السُجود 

هو عبارةٌ عن سجدتين في كُلِّ ركعة؛ السجدةُ الأُولى، ثُمّ الرَّفعُ منها والجلوس، ثُمّ السجدة الثانيّة، مع الاطمئنان فيهم جميعاً، سواءً في صلاةِ الفرض أو النّفل، ومن الأدلّة على فرضيّتها، قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا)، ومقدار الطّمأنينة فيهما المُكوث زمناً بعد استقرار الأعضاء، وقدّرها بعضُ العُلماءِ بِقدَرِ تسبيحةٍ واحِدة، ويجبُ السُجودُ على الوَجه، والكفّين، والرُكبتين، والقدمين.

التشهّدُ الأخير والجُلوسُ فيه

 هو من أركان الصلاة، وتبطُل بترك المسلم لهُما عمداً أو سهواً، لِقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (كنَّا نقولُ قَبلَ أن يُفرَضَ علينا التشَهُّدُ: السَّلامُ على اللهِ مِن عِبادِه، فقال النَّبيُّ: لا تقولوا السَّلامُ على اللهِ، ولكِنْ قُولوا: التحِيَّاتُ للهِ)، وهذا دليلٌ على فرضيّته بعد أن لم يكُن مفروضاً، وكذلك مُداومة النبي -عليه الصلاة والسلام- على فِعله، وذهب الإمام مالك إلى أنّه سُنّة، والفرض يكون في الجُزء الذي يكون فيه التسليم. أمّا أبو حنيفة فيرى أنّ الجُلوس بِقدر التشهُدِ رُكن، وليس التّشهد نفسه، وأمّا صيغة التّشهُدِ فهي كما جاءت في حديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: (عَلَّمَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَفِّي بيْنَ كَفَّيْهِ، التَّشَهُّدَ، كما يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ)، وهذه أصحُّ صِيَغ التّشهُّد، وأجازَ العلماءُ جميعَ صِيَغ التشهُّد الواردة في الأحاديث الصحيحة.

 التسليم 

هو من أركان الصلاة عند الجُمهور، ويرى الحنفيّة عدم رُكنيّته، واستدلّ الجمهور بِمُداومة النبي -عليه الصلاة والسلام- عليه، وبِقول عائشة -رضي الله عنها- عن صِفة صلاة النبي -عليه الصلاة والسلام-: (وكانَ يَخْتِمُ الصَّلَاةَ بالتَّسْلِيمِ). وتُلخّص أركان الصلاة في أربعة عشرَ رُكناً، وهي التي لا تصحُّ الصلاة إلا بها، وهي: النيّة عند من اعتبرها ركناً، والقيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقِراءة سورة الفاتِحة في جميع ركعات الصلاة، ثُمّ الرُكوع، والاعتدالُ منه، ثُمّ السُجود مرّتين على الأعضاء السبعة، والجُلوس بينهما، ثُمّ الجُلوس للتشهُّد الأخير، والتشهُّد الأخير، ثُم الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام-، والطمأنينة في جميع الصلاة، والترتيب بين الأركان، ثُمّ التسليم.

سنن الصلاة
 
وهي الأقوال أو الأفعال التي يُستحبُّ الإتيان بها في الصلاة، فيأخُذ المُصلي الأجر على فِعلها لأنّها مندوبة، ولا تبطُل صلاته بِتركِها ولو عامِداً، وكذلك لا يُشرع بِتركها سُجود السّهو، وفيما يأتي بيانُها:

سنن الصلاة القوليّة
  • قراءة بضع آيات من القرآن بعد سورة الفاتحة
  • قراءة أذكار الركوع
  • قراءة دعاء الاستفتاح سرًا
  • كثرة الدعاء أثناء السجود
  • التعوّذ سرًا في بداية الركعة الأولى
  • الإطالة في الركعة الأولى في الصلوات
سنن الصلاة الفعليّة
  • رفع اليدين
  • وضع المُصلّي لسترة أمامه
  • النهوض من السُجود بعد الاستواء جالِسًا
  • الإشارة بالسبّابة من أَول التشهُّد إلى آخر الدُعاء
  • وضع الجبهة والأنف واليدين على الأرض
إنّ سنن الصلاة تنقسم إلى قسمين: الأول سنن قولية؛ كقراءة آيات من القرآن بعد سورة الفاتحة، وقراءة أذكار الركوع، والثاني سنن فعلية؛ كرفع اليدين، والتورك والافتراش في جلسة التشهد.


google-playkhamsatmostaqltradent